حكم الشرع في قتل الحيوانات الضالة باستخدام السم: توضيح من دار الإفتاء المصرية
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا حول حكم استخدام وسائل قتل الحيوانات الضالة، خاصة السُّم، ومدى توافق هذه الوسائل مع تعاليم الإسلام التي تدعو إلى الرحمة والإحسان في التعامل مع الكائنات الحية. وأجابت دار الإفتاء بشكل واضح مفصّلة الأحكام الشرعية المتعلقة بهذه المسألة.
حكم قتل الحيوانات الضالة في الإسلام
أوضحت دار الإفتاء أن قتل الحيوانات الضالة لا يجوز إلا في حالات محددة، أهمها تحقق الضرر البالغ منها، كأن تهدد أمن المجتمع وسلامة المواطنين. وفي هذه الحالات، يُشترط أن:
- يكون القتل الوسيلة الوحيدة لكف أذى الحيوان.
- يُراعى الإحسان في القتل بحيث لا يتم بوسائل تعذيبية.
- يُفضل اللجوء إلى بدائل مثل جمع هذه الحيوانات في أماكن مخصصة، حفاظًا على حياتها وتقليل معاناتها.
حكم استخدام السم في قتل الحيوانات
أكدت دار الإفتاء أنه لا يجوز استخدام السم إذا كان ذلك قد يؤدي إلى:
- إيذاء البشر، مثل أطفال الشوارع الذين قد يتناولون الطعام المسموم عن طريق الخطأ.
- قتل حيوانات غير ضارة، إذ أن قتل هذه الحيوانات غير جائز شرعًا.
- إلحاق أضرار بيئية نتيجة الإبادة غير المبررة لهذه الحيوانات.
بدائل رحيمة للتعامل مع الحيوانات الضالة
دعت دار الإفتاء الجهات المختصة إلى إيجاد بدائل أكثر رحمة وفعالية للتعامل مع الحيوانات الضالة، مثل:
- التعقيم للحد من تكاثرها.
- توفير مأوى مخصص لهذه الحيوانات.
- الحفاظ على التوازن البيئي الذي أبدعه الله تعالى.
الخلاصة الشرعية
قتل الحيوانات الضالة لا يجوز إلا عند الضرورة وبشروط تضمن عدم التعذيب أو الإضرار بالبشر أو البيئة. استخدام السم كوسيلة للقتل يُعد غير جائز إذا تسبب في أذى أو تضرر الكائنات غير المستهدفة.
هذا الرأي يعكس اهتمام الشريعة الإسلامية بحماية جميع الكائنات الحية والحفاظ على البيئة وفقًا لقواعد الرحمة والإنسانية.