حذر الدكتور مايكل البدراوي، مستشار التخطيط الاستراتيجي وسفير التنمية المستدامة بوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، من خطورة الشائعات وتأثيرها السلبي على استقرار المجتمعات، مؤكدًا أنها تعد أحد أخطر الأسلحة المستخدمة في الحروب الحديثة. وأوضح أن الجهات المعادية والجماعات الإرهابية تعتمد على نشر الأكاذيب لإثارة البلبلة، وإضعاف ثقة المواطنين في الدولة ومؤسساتها.
تأثير الشائعات على الأمن القومي والاستقرار المجتمعي
أكد البدراوي أن الشائعات تترك آثارًا خطيرة على الأمن القومي، حيث تسهم في:
- إضعاف الثقة في مؤسسات الدولة: تؤدي الأخبار المغلوطة إلى التشكيك في القرارات الحكومية وإضعاف مصداقيتها.
- إثارة الفتن والانقسامات: تُستخدم الشائعات لإحداث توترات سياسية ودينية واجتماعية بين المواطنين.
- التأثير السلبي على الاقتصاد: تنتشر الأخبار الكاذبة عن الأوضاع الاقتصادية مما يؤثر على الاستثمارات ويؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة.
التفرقة بين حرية التعبير ونشر الشائعات
شدد البدراوي على ضرورة التمييز بين حرية التعبير، التي تعتمد على الحقائق والاحترام، والنقد البناء الذي يهدف إلى تحسين الأوضاع من خلال طرح حلول، وبين نشر الشائعات، الذي يعد عملًا تخريبيًا يستهدف تضليل الرأي العام وبث الفتنة داخل المجتمع.
جهود الدولة في مواجهة الشائعات
تبذل الدولة المصرية جهودًا مكثفة للتصدي لانتشار الشائعات عبر عدة آليات، منها:
- التصريحات الرسمية السريعة لتوضيح الحقائق.
- إنشاء مراكز إعلامية متخصصة لرصد الأخبار المغلوطة والرد عليها.
- سن قوانين تجرّم نشر الأكاذيب والتحريض ضد الدولة.
تقرير مجلس الوزراء حول الشائعات في 2024
كشف المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، في تقريره السنوي، عن جهود الدولة المصرية في مواجهة الشائعات خلال عام 2024، موضحًا أن الاقتصاد والصحة كانا أكثر القطاعات استهدافًا.
معدلات انتشار الشائعات عبر السنوات
وفقًا للتقرير، بلغ معدل انتشار الشائعات خلال عام 2024 نحو 16.2%، مقارنة بـ 15.7% في عام 2023، و13.9% في 2022، و13.1% في 2021، و12.4% في 2020، و10.8% في 2019، و7% في 2018، و5% في 2017، و3.5% في 2016، و1.6% في 2015، و0.8% في 2014.
تأثير الأزمات العالمية على انتشار الشائعات
أشار التقرير إلى أن الأزمات العالمية كانت سببًا رئيسيًا في تصاعد الشائعات خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت وتيرتها بمقدار 3 أضعاف بين عامي (2020 – 2024) مقارنة بالفترة (2015 – 2019).
نسبة الشائعات المتعلقة بالأزمات العالمية
- 2024: 54%
- 2023: 53.8%
- 2022: 46%
- 2021: 18.3%
- 2020: 51.8%
نسبة الشائعات حول الجهود التنموية
- 2024: 32.5%
- 2023: 28%
- 2022: 25.6%
- 2021: 20.3%
- 2020: 14.5%
القطاعات الأكثر استهدافًا بالشائعات في 2024
- الاقتصاد والصحة: 19.4% لكل منهما.
- التعليم والسياحة والآثار: 11.3%.
- التموين والزراعة: 9.7% لكل منهما.
- الطاقة والوقود: 4.8%.
- الإسكان، الأوقاف، القطاع الأمني: 3.2% لكل منهم.
- الإصلاح الإداري، الحماية الاجتماعية، البيئة: 1.6% لكل منهم.
انتشار الشائعات خلال شهور 2024
- يناير: 12.8%
- فبراير: 6.5%
- مارس: 8.1%
- أبريل: 9.7%
- مايو: 6.5%
- يونيو: 3.2%
- يوليو وأغسطس: 8.1% لكل منهما.
- سبتمبر: 17.7%
- أكتوبر: 9.7%
- نوفمبر: 8.1%
- ديسمبر: 1.5%
استراتيجيات الدولة في مكافحة الشائعات
- تعزيز الشفافية عبر نشر المعلومات الرسمية لمنع استغلال الفراغ المعلوماتي.
- استخدام الإعلام الرقمي والتقليدي للرد الفوري على الأخبار الكاذبة.
- إطلاق حملات توعية حول مخاطر الشائعات وطرق مواجهتها.
- تطوير قوانين لمكافحة التضليل الإعلامي ومحاسبة مروجي الأخبار الكاذبة.
- تفعيل دور الذكاء الاصطناعي لرصد الأخبار المزيفة والحد من انتشارها.
دور المواطن في مواجهة الشائعات
- التحقق من الأخبار عبر المصادر الرسمية قبل مشاركتها.
- عدم نشر المعلومات غير الموثوقة التي قد تضر بالأمن القومي.
- التبليغ عن الحسابات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي.
- تنمية الوعي الإعلامي والتثقيف حول خطورة التضليل الإعلامي.
وسائل الإعلام كأداة لمكافحة الأخبار المزيفة
أكد التقرير أهمية دور الإعلام الرسمي والرقمي في التصدي لحملات التضليل، عبر:
- إنتاج محتوى موثوق وسريع الانتشار لكشف الأخبار المزيفة.
- إطلاق منصات إلكترونية للتحقق من الأخبار المتداولة.
- تشجيع الصحافة الاستقصائية على كشف الحقائق.
القوانين والتشريعات لحماية المجتمع من التضليل الإعلامي
- فرض عقوبات قانونية صارمة على مروجي الأخبار الكاذبة.
- ملاحقة الحسابات الوهمية التي تنشر معلومات مضللة.
- إلزام منصات التواصل الاجتماعي بإزالة المحتوى المضلل.
دور المجتمع المدني في نشر الوعي ضد التضليل الإعلامي
- تنظيم ورش عمل وندوات توعوية للمواطنين.
- إطلاق مبادرات مجتمعية لمكافحة الأخبار الزائفة.
- التعاون مع المؤسسات الإعلامية لنشر المعلومات الصحيحة.
تأثير الحملات الإعلامية المضللة على صورة مصر دوليًا
أوضح التقرير أن الشائعات قد تؤثر على سمعة مصر الدولية، مما ينعكس سلبًا على الاستثمار والسياحة والعلاقات الخارجية، وهو ما يستدعي تعزيز الإعلام الوطني والتواصل الفعال مع الصحافة العالمية لعرض الحقائق والإحصائيات الدقيقة.
أهمية الشفافية في الحد من الشائعات
أكد التقرير أن الشفافية هي الحل الأساسي لمواجهة الشائعات، حيث يساهم نشر المعلومات الصحيحة بشكل مستمر في تعزيز ثقة المواطنين بالدولة، ويحد من انتشار الأكاذيب التي تستهدف استقرار المجتمع.