يحتفل المسيحيون الشرقيون اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025 بما يُعرف في طقوسهم الدينية باسم أربعاء أيوب، وهو أحد أبرز أيام أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة، ويحمل رمزية روحية عميقة مستوحاة من قصة النبي أيوب في العهد القديم، الذي صار رمزًا للصبر والتحمل أمام الألم.
وفي هذا السياق، تستعرض الكنيسة بعض الأحداث التأملية التي يُعتقد أنها وقعت في هذا اليوم، وتربط بين أربعاء أيوب وآلام السيد المسيح، وفقًا للنصوص الدينية والتقليد الكنسي الشرقي.
لماذا سُمي بـ «أربعاء أيوب»؟
جاءت التسمية من تشبيه هذا اليوم بما مر به النبي أيوب من آلام شديدة وتجارب قاسية، والتي واجهها بإيمان وصبر. وهو ما يُسقطه المؤمنون على ما كان المسيح يستعد لتحمله من آلام الصلب والخيانة والاضطهاد، في إطار رمزية روحية عميقة تدعو للتأمل والتوبة.
أربعاء أيوب واستمرار المؤامرات
بحسب التقليد الكنسي، يُنظر إلى أربعاء أيوب على أنه اليوم الذي شهد استكمال التخطيط والمؤامرة من قِبل رؤساء الكهنة والشيوخ لإلقاء القبض على المسيح، بعد ما بدأوه في ثلاثاء البصخة. حيث يُعتقد أنهم وضعوا اللمسات الأخيرة على خطة الاعتقال والمحاكمة.
استعداد يهوذا لفعل الخيانة

ترتبط أحداث أربعاء أيوب كذلك بالمرحلة التي يُقال إن يهوذا الإسخريوطي، أحد تلاميذ المسيح، أتم فيها قراره النهائي بالخيانة، وقام بتجهيز نفسه لتسليم معلمه مقابل ثلاثين من الفضة، بحسب ما جاء في الأناجيل.
يوم التأمل الروحي والتوبة
في طقوس الكنيسة الشرقية، يُعد أربعاء أيوب فرصة للتأمل في آلام المسيح المقبلة، واستعداده النفسي والروحي للعشاء الأخير والصلب. ويحثّ هذا اليوم المؤمنين على مراجعة الضمير، والرجوع إلى الله بالصلاة والتوبة، استعدادًا للدخول في الجمعة العظيمة وسبت النور.
طقس يسبق الأيام الأقدس في العام الليتورجي
يأتي أربعاء أيوب في منتصف أسبوع الآلام، ليُمهّد للمؤمنين أجواء خشوع وتفكّر، قبل حلول أيام الجمعة العظيمة والقيامة، والتي تُعد الأكثر قداسة في التقويم الكنسي، ويُعتبر هذا اليوم استدعاءً حقيقياً لربط الإيمان بالصبر، والرجاء بالتضحية.