شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، المنعقدة في العاصمة العراقية بغداد، بمشاركة عدد من قادة وزعماء الدول العربية، لبحث القضايا الإقليمية وتعزيز التعاون المشترك.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن القمة ناقشت الأوضاع المتوترة في المنطقة، وعلى رأسها الحرب الجارية في قطاع غزة، إلى جانب تطورات الأوضاع في كل من سوريا، السودان، ليبيا، اليمن، والصومال. كما تناولت القمة سبل الارتقاء بالعمل العربي المشترك في ظل التحديات المتصاعدة.
وألقى الرئيس السيسي كلمة مصر أمام القمة، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من “جرائم ممنهجة” تهدف إلى إنهاء وجوده في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى تدمير واسع ونزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني داخل القطاع.
وأوضح الرئيس أن مصر كثفت جهودها السياسية منذ أكتوبر 2023، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وسعت بالتنسيق مع كل من قطر والولايات المتحدة للوصول إلى تهدئة، مشيرًا إلى أن تلك المساعي أثمرت مؤخرًا عن إطلاق سراح رهينة مزدوج الجنسية أمريكي/إسرائيلي.
وفي سياق متصل، ثمّن الرئيس السيسي جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في يناير 2025، إلا أنه أشار إلى أن الاتفاق لم يصمد بسبب تجدد العمليات الإسرائيلية.
وأكد السيسي خلال كلمته أن السلام الدائم والعادل في المنطقة لن يتحقق دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، محذرًا من أن أية اتفاقات تطبيع مع إسرائيل لن تحقق استقرارًا حقيقيًا في غياب هذا الحل.
وجدد الرئيس السيسي الدعوة لعقد مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة فور توقف العدوان، في ضوء ما تبنته قمة القاهرة العربية غير العادية في مارس الماضي، والتي أكدت رفض تهجير الفلسطينيين.
كما تناولت كلمة الرئيس السيسي الأزمات الإقليمية الأخرى، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار في السودان، ودعم العملية السياسية في ليبيا، وضمان وحدة الدولة السورية، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن في لبنان، إلى جانب دعم الاستقرار في اليمن، ومساندة الصومال في مواجهة التحديات الأمنية.
واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفًا عربيًا غير مسبوق، وإرادة جماعية لحل النزاعات، قائلاً: “إن شعوبنا تستحق غدًا أفضل يليق بعراقة ماضيها ومجد حضارتها”.