سنة جديدة لا في تغير الأرقام بل في الفكر الجديد، وفي الرؤى والأحلام والأمنيات المتجددة يوم بعد يوم إلى المنتهى.
سنة جديدة لا في تغير الواقع والأحوال والظروف، بل في التأقلم والنمو والنضوج.
سنة جديدة لا في تغير مزيف خارجي شكلي، بل في تقييم وإعادة الحسابات والرجوع الحقيقي إلى النبع والأصل ومتابعة المسير نحو الهدف السماوي.
فها قد زينت الأماكن البيوت، الشوارع والأزقة بالزينة الميلادية؛ المغارة المتواضعة وشجرة الميلاد الجميلة والأضواء الملونة استعداداً لاستقبال ميلاد السيد المسيح.
الميلاد الذي يجدّد فينا مرة أخرى الحب، الرجاء، الرحمة، الفرح، السلام والخير.
ولادة السلام لمستقبل ينعم به كل سكان الأرض بالحياة السعيدة والعيش الهنيء الهادىء.
ولادة المحبة في جو ملوث بالحقد و الكراهية والاستغلال.
الملائكة والرعاة ومريم ويسوع شخصيات ميلادية فرحت بالحدث العظيم الذي تهللت به السماء من فوق و الأرض من تحت معلنة عن اشراق النور العظيم في وسط العالم المظلم .
عمانوئيل الله معنا وهو في وسطنا اليوم وفي كل يوم، الذي حل بيننا ورأينا مجده يشرق في المعمورة.
الحياة أظهرت فيه والحياة أشرقت للسالكين في ظلال الموت، موت المشاعر الإنسانية.
ذاك المجد الذي أخلى نفسه و أخد صورتنا يعيد لنا أمجاد البشرية ويصالحنا ثانيةً، ويفتح باب السماء ، فيولد الرجاء الصالح الحي ويولد معه الكيان الإنساني الروح المتعبة والنفس المنهكة والجسد المتلف.
إنه عام التحرير والتغيير و الخلاص، فعام بعد عام نتحرر من الأسر ونتغير نحو حياة أفضل ونخلص أنفسنا وآخرين.
سنة سعيدة مكللة بالأمن و الاستقرار، سنة مليئة بالخيرات والهبات الإلهية، والنعم الفياضة ومراحم الله الغنية.
ميلاد مجيد وسنة ميلادية مباركة.