في مشهد يجسد معاني الأُخوّة الإسلامية، غمرت أجواء الروحانية الجامع الأزهر الشريف خلال لحظات الإفطار في شهر رمضان المبارك. حيث توافدت أفواج الصائمين من مختلف بقاع العالم، بما في ذلك جاليات وافدة من إندونيسيا والفلبين وماليزيا وتايلاند، ليكونوا جزءًا من هذا المشهد الإيماني الفريد.

وقائع الإفطار: لحظات مؤثرة وامتزاج الثقافات

ومع اقتراب موعد أذان المغرب، ترددت تلاوات القرآن الكريم في أرجاء الجامع العريق، وانتشرت الموائد الزاخرة بالطعام. اجتمع المصلون في أجواء ملؤها السكون والطمأنينة، وما إن صدح الأذان من مآذن الأزهر، حتى علت الأكف بالدعاء وبدأ الصائمون في تناول إفطارهم وسط أجواء من المودة والتآخي.
بين جنبات الأزهر، اختلطت لغات ولهجات الحاضرين، مما يعكس تنوع المشاركين وتوحدهم تحت راية الإيمان. حيث بدا الجامع وكأنه ساحة كونية تجمع مصلين من كل أنحاء العالم، اجتمعوا على عبادة واحدة، مما يعكس روح الإسلام الشاملة.
الإفطار الجماعي: تكاتف وروح تعاون بين الجميع

وعقب الإفطار، توجه المصلون نحو أعماق الجامع لأداء صلاة المغرب، وتوافدت الحشود إلى جنباته العريقة. شهدت لحظات الإفطار تفاعلًا واضحًا بين المصريين والوافدين، حيث تقاسموا الأطباق الرمضانية وتبادلوا أطراف الحديث في مشهد يعكس عالمية الإسلام ودور الأزهر.
وفي إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تفقد فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، الإفطار الجماعي الذي ينظمه الجامع للعام الرابع على التوالي، حيث يقدم بيت الزكاة والصدقات 5000 وجبة يوميًا ضمن برنامجيّ «إفطار صائم» و«إطعام».
تجهيزات متميزة وإعطاء الأولوية للطلاب

تابع وكيل الأزهر تجهيزات الإفطار، رافقه الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر. أكدوا على ضرورة توفير أفضل الخدمات للصائمين والحفاظ على النظام، مما يعكس عراقة الأزهر الشريف وتاريخه.
شارك وكيل الأزهر الطلاب الوافدين لحظات الإفطار الجماعي، مشيدًا بروح التكافل والتراحم التي تجمع طلاب العلم من مختلف الجنسيات. دعا جميع الطلاب لاستغلال الشهر الفضيل في الإكثار من الطاعات والمواظبة على قراءة القرآن.
نشاطات رمضانية متنوعة في الأزهر الشريف

يواصل الجامع الأزهر تنظيم خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان المبارك بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر، وتتضمن برامج وأنشطة متنوعة مثل المقارئ القرآنية، وملتقيات دعوية عقب الصلوات، ودروس علمية، وصلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، بالإضافة إلى موائد الإفطار اليومية للطلاب الوافدين.
تتجلى من خلال هذه الأنشطة القيم الإسلامية السمحة والدور الدعوي الذي يضطلع به الأزهر الشريف لنشر العلوم الشرعية وتربية الأجيال على مبادئ الإسلام.
