تمضي المملكة العربية السعودية تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بخطوات ثابتة نحو مستقبل مشرق، محققة قفزات نوعية في مختلف المجالات، من الاقتصاد والاستثمار إلى الثقافة والفنون، إضافةً إلى تطوير قطاع الحج والعمرة لخدمة ملايين المسلمين حول العالم، في إطار رؤية 2030 التي ترسم ملامح الغد المشرق للسعوديين. كما تلعب العلاقات السعودية-المصرية دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة، إذ تستند هذه العلاقة إلى أسس تاريخية واستراتيجية وثيقة.
أُطلقت رؤية 2030 في عام 2016 بهدف تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. وقد حققت المملكة إنجازات ملموسة في هذا الصدد، حيث تجاوزت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار) في عام 2023، متجاوزة الهدف المحدد، ومشكّلة 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي، حيث أصبحت قبلة الاستثمار العالمي وتعزيز التعاون مع مصر، وتشهد المملكة تدفقًا متزايدًا للاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا، والسياحة، والطاقة المتجددة، مما جعلها وجهة مفضلة للشركات العالمية. كما نجحت في توقيع شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الناشئة، وقطاع الفضاء، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي للاقتصاد الحديث، وتُعد مصر شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا للمملكة، حيث بلغ حجم الاستثمارات السعودية في مصر أكثر من 50 مليار دولار، تشمل قطاعات البنية التحتية، والسياحة، والطاقة، والزراعة. كما تعزز المشاريع المشتركة، مثل مشروع الجسر البري الذي يربط بين البلدين، التعاون الاقتصادي ويزيد من فرص التبادل التجاري والاستثماري.
في السنوات الأخيرة، نهضة ثقافية وفنية غير مسبوقة وتعزيز التعاون مع مصر، أصبحت السعودية رائدة في مجال الفنون والثقافة، حيث أطلقت مهرجانات عالمية مثل موسم الرياض، الذي يستقطب ملايين الزوار سنويًا، مقدمًا للعالم صورة جديدة عن المملكة. كما شهدت المملكة افتتاح دور الأوبرا والمسارح، واستضافة معارض فنية كبرى، مما يعزز دورها كمركز ثقافي إقليمي، وتشهد العلاقات الثقافية السعودية-المصرية تطورًا ملحوظًا، حيث يتم تبادل الفرق الفنية والموسيقية، وتنظيم فعاليات مشتركة في مجالات السينما والمسرح. كما تستضيف المملكة عروضًا لفنانين مصريين، ما يعزز التقارب الثقافي بين الشعبين.
تولي المملكة العربية السعودية اهتمامًا بالغًا بخدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث شهدت السنوات الأخيرة تطورات غير مسبوقة في البنية التحتية للحج والعمرة. فقد أطلقت المملكة مشروع توسعة الحرم المكي، ليصبح قادراً على استيعاب أكثر من 2.5 مليون مصلٍ، كما تم تطوير المشاعر المقدسة بإنشاء الجسور والأنفاق والمسارات الحديثة لتسهيل حركة الحجاج، وتُعد مصر واحدة من أكبر الدول التي ترسل حجاجًا إلى المملكة سنويًا، ما يعزز التعاون بين البلدين في تسهيل إجراءات الحج والعمرة، خاصة مع إدخال التكنولوجيا الحديثة مثل بطاقة الحج الذكية والروبوتات لخدمة الزوار، مما يضمن راحتهم وسلامتهم.
في إطار تطوير البنية التحتية وتعزيز قطاع الطيران، أعلنت المملكة عن إطلاق شركة طيران الرياض، والتي تهدف إلى أن تصبح من بين أفضل شركات الطيران عالميًا خلال السنوات القليلة المقبلة. ومن المتوقع أن تلعب الشركة دورًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية 2030 عبر تعزيز الربط الجوي للمملكة وزيادة حركة السياحة والاستثمار، كما تشهد حركة الطيران بين السعودية ومصر نموًا كبيرًا، حيث تعد الرحلات الجوية بين البلدين من الأكثر ازدحامًا في المنطقة، مما يعكس حجم التعاون السياحي والتجاري المتزايد.
المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي دعمت مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، حيث وقفت إلى جانب الإرادة الشعبية المصرية التي طالبت بالتغيير السياسي. جاء هذا الدعم في عدة أشكال، الدعم السياسي أعلنت السعودية تأييدها للقيادة الجديدة في مصر، وعبرت عن دعمها للتحولات السياسية التي جرت بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، الدعم الاقتصادي قدمت المملكة مساعدات مالية ضخمة لمصر، تضمنت منحًا وقروضًا ميسرة، بالإضافة إلى إمدادات النفط والغاز، مما ساعد الاقتصاد المصري في تلك المرحلة الحرجة، الدعم الدبلوماسي دافعت السعودية عن مصر في المحافل الدولية، خصوصًا أمام بعض الدول والمنظمات التي انتقدت التغيير السياسي في مصر، هذا الدعم كان جزءًا من استراتيجية أوسع لضمان استقرار مصر، باعتبارها ركيزة أساسية في الأمن العربي والإقليمي، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها المنطقة بعد 2011.
بفضل القيادة الحكيمة للأمير محمد بن سلمان، تسير المملكة العربية السعودية بثقة نحو مستقبل مزدهر، حيث تتحول إلى قوة اقتصادية وثقافية ودينية عالمية، ومع استمرار تنفيذ رؤية 2030، فإن العالم يترقب المزيد من الإنجازات التي ستضع السعودية في صدارة الدول المتقدمة خلال العقود القادمة. كما تُواصل العلاقات السعودية-المصرية تطورها، ما يعكس التزام البلدين بتحقيق التنمية والازدهار المشترك، وترسيخ دورهما المحوري في استقرار المنطقة.