شهدت الأسواق المالية العربية أداءً متباينًا خلال أسبوع التداول المنتهي، والذي اقتصر في بعض الأسواق على ثلاث جلسات فقط، وفي أخرى على جلستين، بسبب عطلة عيد الأضحى المبارك.
ورغم الترقب لانطلاقة قوية عقب العطلة، بدعم من إعلان الشركات عن نتائج أعمالها وتوزيع الأرباح، إلا أن التطورات الجيوسياسية الطارئة طغت على المشهد وأثرت سلبًا على معنويات المستثمرين.
البورصة المصرية: أرباح سوقية رغم تراجع المؤشرات
في البورصة المصرية، تراجع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 0.51% ليغلق عند 32,511.68 نقطة، كما هبط مؤشر EGX70 متساوي الأوزان بنسبة 1.24% إلى 9,605.19 نقطة.
وعلى الرغم من تراجع المؤشرات، حقق رأس المال السوقي مكاسب بنحو 9.5 مليار جنيه خلال الأسبوع، ليغلق عند 2.296 تريليون جنيه، بنمو نسبته 0.4%.
ويُذكر أن السوق شهد قرارًا طال انتظاره منذ أكثر من 10 سنوات، بإلغاء العمل بضريبة الأرباح الرأسمالية واستبدالها بـ ضريبة الدمغة، والتي تلقى قبولًا أكبر لدى المستثمرين، خاصة بعد العمل بها سابقًا بحد أدنى قبل جائحة كورونا.
لكن كما يقال: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالأسواق المالية بطبيعتها حساسة لأي اضطرابات سياسية أو أمنية، ومعروف أن رؤوس الأموال بطبيعتها “جبانة”، مما يجعل المؤشرات تتفاعل استباقيًا مع الأحداث.
التصعيد الإيراني الإسرائيلي يُلقي بظلاله على الأسواق
جاء التصعيد المفاجئ بين إيران وإسرائيل، الذي بدأ فجر يوم الجمعة، ليُربك حسابات المستثمرين. فقد أعرب محللون استراتيجيون عن أن هذا التصعيد قد يستمر لفترة طويلة، وربما يتوسع نطاقه، مما يخلق مناخًا من الحذر في الأسواق.
وتُعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق توترًا في العالم، حيث لم تكد الأسواق تتعافى من تأثيرات العدوان الإسرائيلي على غزة، حتى انفجر الصراع الإيراني الإسرائيلي.
السعودية: أدنى إغلاق أسبوعي في 19 شهرًا
في السوق السعودية، التي اقتصرت تداولاتها على جلستي الأربعاء والخميس، تراجع المؤشر العام بنسبة 1.5% ليسجل أدنى إغلاق أسبوعي منذ 19 شهرًا.
الكويت: خسارة يومية رغم مكاسب أسبوعية هامشية
في بورصة الكويت، تراجع مؤشر السوق الأول بنسبة 1.4% في آخر جلسة أسبوعية، مسجلًا أكبر خسارة يومية في شهرين، وسط انخفاض جماعي للأسهم القيادية وعلى رأسها سهم بيت التمويل الكويتي (بيتك) الذي خسر 1.8%.
ورغم ذلك، أنهى المؤشر الأسبوع على ارتفاع طفيف بلغ 0.01%، محققًا ثالث مكاسبه الأسبوعية على التوالي.
قطر: مكاسب أسبوعية رغم تراجع الجلسة الأخيرة
في بورصة قطر، تراجع المؤشر بنسبة 0.8% في جلسة الخميس، متأثرًا بهبوط شبه جماعي للأسهم، على رأسها سهم صناعات قطر الذي فقد 1.4%.
لكن على مدار الأسبوع، حقق المؤشر القطري ارتفاعًا بنسبة 0.65%، مسجلًا ثاني مكاسبه الأسبوعية على التوالي.
الإمارات: أكبر خسائر يومية في شهرين
في أسواق الإمارات، تراجع مؤشر فوتسي أبوظبي بنسبة 1.1% في جلسة الخميس، مسجلًا أكبر خسارة يومية في شهرين، متأثرًا بانخفاض أسهم قيادية مثل أبوظبي الأول والدار العقارية بأكثر من 2% لكل منهما.
أما مؤشر سوق دبي العام، فتراجع بنسبة 2.3%، أيضًا بأكبر خسارة يومية في شهرين، مع تراجع جماعي للأسهم، وعلى رأسها إعمار العقارية الذي فقد 3.3% من قيمته السوقية.
توقعات واستشراف المرحلة المقبلة
في ظل هذا التصعيد العسكري والجيوسياسي، من المرجح أن تستمر الأسواق في التراجع، ما لم تتدخل الصناديق السيادية في بعض الدول لاقتناص الفرص الاستثمارية، خاصة مع بلوغ العديد من الأسهم نقاط دعم رئيسية.
ويبقى الوضع مرهونًا بالتطورات السياسية والأمنية، والتي أصبحت اليوم اللاعب الأكثر تأثيرًا في حركة الأسواق المالية في الشرق الأوسط والعالم.